إبداعات مستمرة يقدمها النجم المصري محمد صلاح مع ليفربول في كل المستويات، رغم الحالة المتواضعة التي يمر بها النادي الإنجليزي هذا الموسم.

البعض كان يقول في الماضي أن صلاح يبدع ويسجل العديد من الأهداف، بسبب العناصر المميزة من حوله، ولو ذهب لفريق آخر لن يقدم نفس المردود.

الموسم الحالي قضى تمامًا على هذه الفكرة، حيث يعتبر صاحب الـ28 سنة هو النقطة المضيئة الوحيدة في الفريق، في ظل تراجع ساديو ماني وروبيرتو فيرمينو.

اختيارات المحررين

صلاح نجح في تسجيل 27 هدفًا في 42 مباراة لعبها مع الريدز هذا الموسم، بفارق شاسع عن أقرب منافسيه داخل الفريق.

ويأتي السؤال هنا، هل يحصل الدولي المصري على التقدير الكافي في إنجلترا؟

ترتيبه بين الأساطير

جيمي كاراجر أسطورة ليفربول والمحلل الرياضي حاليًا خرج مؤخرًا لإبداء رأيه حول أفضل 10 مهاجمين في تاريخ الدوري الإنجليزي.

ترتيب صلاح كان جيدًا، حيث تغلب على هاري كين ولويس سواريز وأندي كول، وجاء متأخرًا خلف واين روني وديدييه دروجبا وآلان شيرر وسيرخيو أجويرو وتييري هنري.

في الحقيقة أن وجود صلاح في هذه القائمة من الأساس يعكس مدى تأثيره وجودته، لأنه ليس مهاجمًا صريحًا بل لاعب جناح صاحب نزعة تهديفية مبهرة.

لو تم تصنيف صلاح ضمن اللاعبين في مركز الجناح الأيمن، لكانت المنافسة انحصرت بينه والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد السابق.

وسنجد وقتها أن الأفضلية قد تكون لنجم ليفربول، وفقًا لتجربة كل منهما في الدوري الإنجليزي فقط، مع استبعاد ما حققه رونالدو مع ريال مدريد بعدها.

السجل التهديفي لصلاح وصل إلى 121 هدفًا مع ليفربول، وحصل على الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.

رونالدو لا يتفوق عليه فرديًا حيث سجل 118 هدفًا في عدد أكبر من المباريات، ولكنه يمتلك 3 ألقاب دوري إنجليزي ولقب دوري أبطال أوروبا.

لو نظرنا إلى ترتيب كاراجر سنجده منصفًا إلى حد كبير، لأن شيرر يظل الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي، رغم عدم لعبه لكبار البطولة.

ربما هناك بعض الجدل حول دروجبا، لكن النجم الإيفواري قدم الكثير مع تشيلسي على المستوى الفردي والجماعي ويستحق مكانة عالية.

التقدير المالي

وفقًا لموقع “talkSPORT” الإنجليزي فإن صلاح يأتي في مرتبة متأخرة بالنسبة لأعلى اللاعبين أجرًا في الدوري الإنجليزي حيث يحصل على 200 ألف جنيه استرليني في الأسبوع.

أنتوني مارسيال مهاجم مانشستر يونايتد يحصل على راتب أعلى منه حيث يتقاضى 250 ألف استرليني، وزميله بول بوجبا يحصل على 290 ألف استرليني أسبوعيًا.

رحيم ستيرلينج الذي لا يقدم أفضل مما يقوم به صلاح يتقاضى 300 ألف استرليني، بينما يحصل بيير أوباميانج مهاجم آرسنال على 375 ألف استرليني في أسوأ مواسمه بالتساوي مع دافيد دي خيا.

وهو ما يضعنا أمام حقيقة أن صلاح الذي دخل في مقارنة مباشرة مع أساطير الدوري الإنجليزي رغم قدومه لليفربول منذ سنوات قليلة، يحصل على راتب أقل من كل هؤلاء.

الدولي المصري يستحق المزيد من التقدير، معنويًا وأيضًا ماليًا، وإلا سيخسر ليفربول معركة الحفاظ على خدماته لسنوات قادمة في ملعب أنفيلد.

عقد صلاح الحالي ينتهي في 30 يونيو 2023 وهناك مفاوضات للتجديد، لذلك يجب على يورجن كلوب رفع راتب اللاعب ليصبح من ضمن الأعلى في البريميرليج.

مكان آخر للتقدير

العديد من التكهنات محيطة حول مستقبل صلاح، ووجود رغبة قوية من برشلونة وريال مدريد وباريس سان جيرمان لضمه، ووقتها ربما يحصل اللاعب على التقدير الكافي.

الانتقال للدوري الإسباني بالتحديد سيمنح صلاح الكثير من الإشادة عن كل إنجاز يحققه أكثر من نظيره الإنجليزي، بسبب الشعبية التي يتمتع بها ريال وبرشلونة على مستوى أنحاء العالم.

اقرأ أيضًا .. “يخلق من الشبه أربعين”.. أشباه ميسي ورونالدو وصلاح وأبرز نجوم كرة القدم

الأمر سيزيد كذلك من فرص الجناح الهداف في التواجد بقوة بسباق الحصول على الكرة الذهبية، خاصة بعد انخفاض حظوظ كريستيانو رونالدو خلال تجربته مع يوفنتوس.

هناك العديد من الطرق أمام صلاح، سواء بالبقاء مع ليفربول أو الرحيل للحصول على ما يستحقه، والميركاتو القادم سيكون حاسمًا لاختيار الطريق الأنسب.