معتز الشامي (دبي)

فتحت «الاتحاد الرياضي»، ملف المشاركات الخارجية لأنديتنا في دوري الأبطال، بعد تراجع ترتيب دورينا على مستوى القارة نحو المركز التاسع والخامس بمنطقة الغرب، لأول مرة منذ تطبيق الاحتراف، الذي شهد من قبل أداءً أفضل لأنديتنا في مشوارها بدوري الأبطال، منذ اعتماد المعيار الفني التراكمي للمشاركات ونتائج الأندية في المحفل القاري عام 2013.
وكانت «الاتحاد» قد انفردت بحلول دورينا بالترتيب التاسع على القارة، بعد الأداء المتواضع لأنديتنا خلال النسخ الأخيرة وتحديداً أعوام 2018 و2019 و2021، بعدما قام الآسيوي بإلغاء نقاط نسختي 2020 و2017، التي كان قد قرر أن يحتسبها سابقاً بدلاً من نقاط 2020، بعد استبعادها لدواعي جائحة كوفيد-19.
وتطرح «الاتحاد»، آراء بعض أصحاب الرأي الفني، في كيفية وضع روشتة للعلاج والعمل على تقديم حلول، يمكنها أن تغير من قتامة المشهد، في ظل تطور الدوريات المجاورة وتفوق أنديتها، مقابل تراجع في الحضور الإماراتي بالمحفل القاري الأهم على مستوى الأندية، وما تبعه من تواضع الظهور للمنتخب الوطني في مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022.
وبحسب المتابعة، الآراء مختلفة واستطلاع رأي مصادر بالاتحاد الآسيوي عن مصير دورينا، حال استمرت المشاركة المقبلة على نفس المنوال بالخروج المبكر من الدور التمهيدي ودور المجموعات، أو حتى الخروج من الأدوار الإقصائية، حيث كشفت المصادر أن الدوري قد يكون مرشحاً لمزيد من التراجع إلى المركز السادس على الغرب، وهو ما يعني احتمالية مشاركة فريق إماراتي في كأس الاتحاد الآسيوي بمقعد مباشر لنسخة 2024.
وبحسب التعديلات على نظام توزيع مقاعد دوري الأبطال، سيتم اعتماد عدد مقاعد الدوريات للمشاركة في نسخة 2024، بناء على تقييم نتائج الفرق المشاركة في النسخة المقبلة 2022، بعدما تم حسم مقاعد نسخة 2023، بناءً على الترتيب الحالي والذي سيعتمد رسمياً عقب انتهاء دوري الأبطال في 23 نوفمبر الجاري.
وسيعني استمرار التراجع الإماراتي والخروج المبكر، تراجع التقييم والنقاط، وهو ما يعني ضرورة أن تغير أنديتنا المشاركة في النسخة المقبلة 2022، بواقع فريقين في دور المجموعات، وهما بطل الدوري والكأس (الجزيرة وشباب الأهلي)، وفريقين في الدور التمهيدي، لوصيف ورابع الدوري وهما (بني ياس والشارقة)، حيث سيدخل ممثلونا الأربعة النسخة المقبلة والتي تنطلق بدور المجموعات في مايو المقبل، بطموحات كبيرة محملين بمسؤولية الدفاع عن سمعة الكرة الإماراتية، وإنقاذ أنديتها من الهبوط للمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي المخصص للدوريات غير المحترفة بالقارة.
واتفقت الآراء الفنية على ضرورة وضع الأندية استراتيجية شاملة للمشاركة القارية، وأن تستعد بإبرام صفقات تؤهلها للمنافسة والذهاب بعيداً في نسخة 2022، حيث باتت أنديتنا مطالبة ببلوغ نصف النهائي بناديين على الأقل، ومحاولة وصول أحدهما إلى النهائي القاري، ما يعتبر مطلباً صعباً في ظل الظروف الحالية التي تمر على الكرة الإماراتية.
وكشف المدرب الإيطالي فابيو كانافارو المدرب الأسبق لجوانزو إيفرجراند الصيني، الذي عمل مع الكرة الصينية آخر 5 سنوات، أن ما يميز الأندية في شرق القارة، هي أنها تضع استراتيجيات متكاملة، للمنافسة على الألقاب القارية، وإبرام صفقات تؤهلها لذلك، مع مساعدة المسؤولين على جدولة الروزنامة، لكافة الفرق المشاركة خارجياً، وتوفير حوافز كافية تدفع الأندية لمزيد من الإنفاق على الصفقات واللاعبين، والتأهيل اللازم لتلك البطولة.
وأوضح أن الكرة الإماراتية قادرة على العودة لمراكز متقدمة في القارة الصفراء، لكن شريطة وجود دوافع كافية لديها، وقال: الأندية الإماراتية تشارك دون دوافع في أغلب البطولات السابقة، وكان ظهورها أقل من المطلوب، رغم ما يمتلكه الدوري الإماراتي من قدرات وإمكانيات، سواء على مستوى البنية التحتية واللوجستية أو وفرة الدعم للأندية الكبيرة القادرة على المنافسة القارية، مثلما سبق وأن حدث مع شباب الأهلي والعين في نسختي 2015 و2016، وطالب كانافارو الأندية الإماراتية بضرورة الاستعداد الجيد للمحفل القاري، وزرع طموح المنافسة الخارجية في نفوس جميع اللاعبين.

عيد باروت: المنظومة تحتاج للتطوير
أكد عيد باروت المدرب الوطني الأسبق، أن الكرة الإماراتية قادرة على استعادة عافيتها في المشاركات الخارجية، شريطة أن تشهد تغييراً في نظرة التعامل مع اللعبة، مطالباً جميع أطراف المنظومة بأن يكونوا شركاء في التطوير الذي باتت تحتاجه أنديتنا ودورينا، وقال: أرى تراجعاً في المستوى الفني، وهو ما يظهر في نتائج أنديتنا، ومنتخباتنا بشكل عام. وتابع: أطراف التطوير هم الاتحاد والرابطة والأندية، لذلك يجب أن يكون هناك مشروع متكامل للتطوير الفني، وبحث أسباب الخلل، وتغيير الصورة، وتطويع قوانين الدوري من أجل خدمة الأندية المشاركة خارجياً، كما يجب أن يشارك الاتحاد في هذا التطوير جنباً إلى جنب مع الرابطة، وألا يكون الأطراف الثلاثة بمعزل عن التنسيق والتواصل معاً.
وأضاف متسائلاً: هل يخدمنا قرار مشاركة 6 لاعبين محترفين، عبر 7 أسماء في القائمة للمباراة، منها 3 لاعبين مقيمين أو مواليد، بالتأكيد لا يخدم لأن الأندية تضطر للاستغناء عن 3 أجانب يلعبون محلياً، عند المشاركة الخارجية، وهنا يكمن الخلل، وبالتالي يجب أن نبحث عن حلول تمكننا من العودة لنظام الأجانب الأربعة، أو السعي للضغط على الآسيوي لزيادة عدد الأجانب إلى 5 أو 6 لاعبين، لكن إلى أن يحدث ذلك، علينا التماشي مع قوانين المشاركة القارية، حتى لا تخسر أنديتنا كما يحدث حالياً.

فييرا: هنالك خلل ما!
أكد البرتغالي فييرا، مدرب بني ياس الأسبق، أن المشاركة الخارجية على المستوى القاري تتطلب ضرورة تحميل اللاعبين المسؤولية، ومطالبتهم بالمنافسة، لا سيما لدى الأندية المؤهلة للمنافسة قارياً، في مقدمة الجدول، سواء العين أو الجزيرة أو شباب الأهلي تحديداً، كونهم الأكثر إمكانيات ووفرة في اللاعبين والعناصر المميزة فنياً.
وشدد فييرا على أن عدم الاهتمام الإداري الكافي بالمشاركة الخارجية، خلال السنوات الماضية، وقف وراء المأزق الحالي لترتيب الدوري الإماراتي، وتراجعه بشكل كبير، خاصة وأن الاتحاد الآسيوي بات يعتمد المعيار الفني القائم على المردود داخل الملعب بشكل تراكمي لآخر 4 سنوات.
وقال: «يمكننا رصد مسيرة متواضعة للكرة الإماراتية منذ 2016، حيث لم ينجح أي ناد في بلوغ النهائي القاري رغم وفرة القدرات والأموال واللاعبين المميزين وكذلك المدربين، هناك خلل ما، في نظرة بعض الأندية للمشاركة الخارجية، واعتبارها مجرد بطولة الهدف منها هو التمثيل المشرف».
وتابع: «يضاف لذلك الخسائر الثقيلة التي منيت بها الأندية الإماراتية في آخر 5 نسخ من المحفل القاري، وهي كلها عوامل أسهمت بشكل سلبي في وضع ترتيب الدوري قارياً».