من هو مؤسس علم الاجتماع

بواسطة:
مارس 21, 2023 4:12 ص

من هو مؤسس علم الاجتماع ؟ يبحث المختصون في علم الاجتماع والمهتمون بالتاريخ والثقافة العامة عن إجابة لهذا السؤال ، لأن هذا العلم من العلوم الأساسية التي تستخدم في بناء المجتمعات وتقدمها وتنميتها ؛ لتخصصه في دراسة النظم والظواهر الاجتماعية ، وكما وعدناكم على موقعنا بتقديم إجابة شاملة لكل ما يشغل أذهان قراء موقعنا ، في السطور التالية سنتحدث عن مؤسس موقع علم الاجتماع ومختلف جوانب حياته.

علم الاجتماع

علم الاجتماع هو العلم المتخصص في دراسة المجتمع وأنماط العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي ، وثقافة الحياة اليومية ، وذلك لأن الإنسان لا يولد معزولًا ولا يبقى منفصلاً بذاته عن الآخرين ؛ لكن يجب أن يتعامل مع أفراد المجتمع في إطار الفئات الاجتماعية المحيطة به ، بمعنى أن كل علاقة يقوم بها فرد منا تعتمد على المجتمع المحيط به ، حتى ردود أفعالنا والمظاهر السلوكية الناتجة تكون أحيانًا نتيجة توقعات أعضاء المجتمع الآخرين ، بجانب التفاعل الاجتماعي بيننا أيضًا ، وهذا ما يجعلنا نتوقع سلوكًا أو سلوكًا معينًا من حولنا ، وكذلك توقع سلوكيات معينة وردود أفعال الآخرين في مواقف مختلفة ، و هذا هو الشكل العام للحياة النموذجية التي نعيشها ودراسة هذه الأشكال والسلوكيات تستغرق وقتًا طويلاً ، ولهذا السبب يتخصص علم الاجتماع في دراسة الحياة الاجتماعية بين الأفراد داخل المجتمعات.

تاريخ علم الاجتماع

بدأ ظهور علم الاجتماع في شكله العلمي وصياغته العلمية مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي ، وهو اهتمام أكاديمي حديث بين مجموعة من العلوم الأخرى مثل ، علم السياسة، وعلم الاقتصاد، وعلم النفس، والتاريخ…؛ هذا نتيجة للتطور والحداثة التي أصبحت متأصلة في السلوك البشري في العصر الحديث الذي أصبحت فيه حياة الأفراد أكثر انعزالًا وانفراديًا ، مما دفع العلماء المتخصصين في هذا الأمر لمحاولة فهم هذه التحولات التي حدثت فجأة. ظهرت في المجتمعات ، من أجل إيجاد علاج لهذا التفكك الاجتماعي ، ولعلم الاجتماع أصول قديمة تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي حيث وضع مؤسس هذا العلم أسس هذا العلم ، الذي سنناقش حياته عن كثب في السطور التالية ، ومن العلماء الذين لهم بصمة واضحة في هذا العلم:

  • أوجست كونت قدم ما أسماه مصطلح علم الاجتماع في عام 1830 م ، وربط هذا المصطلح بالكلمة اللاتينية سوسيوس ، والتي أصبحت فيما بعد المجتمع ، وكان كونت يأمل في توحيد جميع الدراسات البشرية من علم النفس والتاريخ والاقتصاد ؛ معتقدين أن الأنماط الاجتماعية لجميع الشعوب على وجه الأرض مرت جميعها بنفس المراحل التاريخية.
  • هيربرت سبينسر كتب أول كتاب متخصص في علم الاجتماع في منتصف القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • لورانس ضع كتابا فصل علم الاجتماع المستمر الأقدم في أمريكا وقسم التاريخ في الاجتماع أُسّسا في 1891 م
  • ألبيون دبيلو أسس أول قسم مستقل لعلم الاجتماع داخل أروقة جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة عام 1892.
  • إميل دوركايم أسس قسمًا مستقلاً لعلم الاجتماع على الجانب الأوروبي في جامعة بوردو في عام 1896.
  • ماكس فيبر أسس قسم علم الاجتماع في جامعة Ludwig Maximilians في ميونيخ بألمانيا عام 1919.

قضايا علم الاجتماع

يدور علم الاجتماع حول العديد من القضايا والنظريات حيث أنه علم متخصص في العلاقات والمجتمعات ، ومن أهم الموضوعات التي يهتم بها هذا العلم:

  • دراسة مقارنة للظواهر والحقائق الاجتماعية المختلفة.
  • الاهتمام بدراسة العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الناس يكون من خلال دراسة عمليات التفاعل الاجتماعي ، والتوصل إلى معرفة الاختلاف والتشابه.
  • دراسة مكونات المجتمع والبنى الاجتماعية المختلفة كالفئات.
  • بالإضافة إلى الخوض في دراسة المجتمع ووظائفه ومظهره وبنيته.

من هو مؤسس علم الاجتماع

أسس عالم الاجتماع المسلم علم الاجتماع ابن خالدون هو مؤرخ شمال أفريقي من أصول حضرمية – من عرب اليمن من ابن الصحابي وائل بن حجر من عقيال العرب – ومعروف عبر التاريخ بأنه مؤسس علم الاجتماع وأرسى أسسه الحديثة ، وله العديد من النظريات في هذا العلم ، منها قوانين التمدن ونظرية العصاب ، بالإضافة إلى نظرياته حول بناء الدول وسقوطها وطول عمرها ، ولهذه الأسباب يعتبر مؤسس هذا العلم ومنشئه بلا منازع ؛ تم تجاوز نظرياته وآرائه وتجاوزها العلماء من بعده على مر القرون ، مثل الفرنسي أوغست كونت وعلماء آخرين صنعوا لمسات مرئية في تطور هذا العلم.

ابن خلدون ونسبه

هو عبد الرحمن بن محمد بن خلدون أو زيد ولي الدين الحضرمي من إسبلي ، من مواليد الأول من رمضان عام 732 هـ الموافق 1332 م في عهد الدولة الحفصية في تونس ، وهو من نسل عائلة ابن خلدون الذين شغلوا مناصب سياسية ودينية مهمة في تونس والأندلس ، فكانوا عائلة قوية وقوية وهاجروا في منتصف القرن السابع الهجري من الأندلس واستقروا في تونس في عهد الحفصيين ، و يذكر ابن خلدون في كتابه العبر ومعلوم في تاريخ ابن خلدون أنه من نسل الصحابي الجليل وائل بن حجر من حضرموت في اليمن ، ويروي هذا القول:

” ونسبنا في حضرموت من عرب اليمن إلى وائل بن حجر من أقيال العرب معروف وله صحبة”.

نشأة ابن خلدون وتعليمه

نشأ ابن خلدون في مدينة تونس وحفظ القرآن وتعلمه والده ، وكان أول معلم له ، بالإضافة إلى تلقي العلم من أفضل المعلمين في المغرب العربي وتم تعزيزه من خلال مكانة عائلته. وتأثيرها ، فاجتمعت العلوم الدينية وحفظ القرآن عن ظهر قلب ، وتعلم اللغة العربية والفقه وعلم التاريخ ، وهذا بجانب أسس فهم القرآن والحديث الشريف. في الإبحار في مختلف جوانب العلم ، وكان على رأس من درس على يد ابن خلدون العلامة أحمد بن إدريس الذي كان له أثر كبير في فهمه وإبحار ابن خلدون في مختلف العلوم وتطوره.

وذكر بعض العلماء في المنفى بعض أعمالهم

ابن خلدون وعلم الاجتماع

ابن خلدون – كما ذكرنا – هو مؤسس علم الاجتماع أو ما يعرف بعلم العمارة البشرية الذي ذكره في مقدمته الشهيرة. مقدمة ابن خلدون أن الغرض الأساسي والهدف من هذا العلم حسب قوله:

“بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، وهذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا وأعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث وأدى إليه الغوص… وكأنه علم مستبط النشأة، ولعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة”.

وأسس ابن خلدون المنهج التاريخي العلمي وأسسه من أجل الوصول إلى العلوم الاجتماعية ، وهذا العلم مبني على حقيقة أن جميع الظواهر الاجتماعية مرتبطة ببعضها البعض ، بمعنى أن كل ظاهرة لها سبب وترتبط تلقائيًا بها. والظاهرة التي أعقبت ذلك ، لذلك شمل هذا العلم عند ابن خلدون الظواهر كلها إلا اجتماعية، سياسية، اقتصادية، سكانية، ديمغرافية أو ثقافيةويقول في هذا الصدد:

“هو خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم وما يعرض لطبيعة هذا العمران، من الأحوال مثل التوحش والتأنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن الكسب والعلوم والصنائع وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال”.

كما يذكر ابن خلدون أن البيئة البشرية أو الاجتماعية تقوم على تأثير البيئة على الأفراد ، ومن هنا يتطرق إلى أنواع البيئة وفقًا لحياة الأفراد وأسلوبهم ، حيث يؤسس سبب اختلاف الأجيال على الاختلاف في بيئتهم وأسلوب حياتهم.

مؤلفات وكتب ابن خلدون

يتميز ابن خلدون بكتاباته ومؤلفاته القليلة ، إلا أنها عميقة وتحمل الكثير من القيم والمعاني في مختلف المجالات ، ومن أبرز هذه المؤلفات ما يلي:

  • تاريخ ابن خلدونوهو الكتاب الأبرز والأكثر انتشارا كما أسماه (كتاب العبرية وديوان المبتدئين والأخبار في معرفة أيام العرب والأجيم والبربر ومن عاصروهم من عائلة السلطان العظيم.
  • كتاب الرحلة.
  • شفاء السائل وتهذيب المسائلنشر هذا الكتاب وعلق عليه اغناطيوس عبده اليسوعي.
  • كتاب طبيعة العمران.
  • لباب المحصل في أصول الدين.
  • مقدمة ابن خلدونفي علم الاجتماع أو الحضارة الإنسانية كما أسماها.
  • كتاب شرح قصيدة ابن عبدون.
  • تلخيص المحصل لخير الدين الرازي.
  • كتاب شرح الرجز لابن الخطيب في الأصول.
  • شرح قصيدة البردي.

أبرز نظريات ابن خلدون

ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع ، كان له نظريات عديدة في مختلف الاتجاهات والعلوم ، ولكن أبرزها تلك النظريات في علم الحضارة الإنسانية أو علم الاجتماع كما هو معروف الآن ، ومن أهم هذه النظريات ما يلي: :

النظرية المحافظة

تلك النظرية التي طرحها ابن خلدون وعالم الاجتماع الفرنسي كونت حرص على دراستها وخلطها مع أفكاره الخاصة ، حيث يرى في النظام الاجتماعي وسيلة لتنظيم المجتمع ، ويرفض التغيرات الاجتماعية ، ويجب على الإنسان الالتزام بالحياة الاجتماعية. من حولهم ، ورفض التغيير وإذا كان من الضروري تغيير جزء صغير من خلال التعليم ؛ أن نكون أفضل وسيلة للتأثير على الناس وتحسين المجتمع.

النظرية النقدية

تتحدث هذه النظرية عن ضرورة وجود وحدوث تغيرات في الحياة الاجتماعية بين البشر خلافا للنظرية المحافظة ، واعتمد الفلاسفة والمفكرون في هذه النظرية على الفكر الاشتراكي لتطبيقها ، كما انتقدوا الفلاسفة والمفكرين. النظرية المحافظة ، واصفا إياهم بأفكارهم الرأسمالية وظلم أفكارهم وضرورة استبدالها بأفكار جديدة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمعات.

مناصب ووظائف تولاها ابن خلدون

ابن خلدون عالم ومؤرخ ورجل حكيم ، تميز بالدبلوماسية والذكاء والعديد من الصفات الأخرى التي جعلته يتولى أكثر من وظيفة ومنصب عبر تاريخه الطويل ، ومن أبرزها ما يلي:

  • عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيرا لدى أمير قشتالة لإبرام الصلح بين المملكتين في الأندلس ، حيث كان مقربا من وزيره سنان الدين الخطيب.
  • الغش على منصب الوزارة في …