حكم تعزية غير المسلم والترحم عليه وتسميته بالشهيد

بواسطة:
مارس 8, 2023 9:50 م

حكم تعزية غير المسلم والترحم عليه وتسميته بالشهيد من الأمور التي يجب على كل مسلم أن يعرفها ؛ لأنه مع انتشار الجهل بين المسلمين وعصيان المسلمين وخروجهم عن أحكام دينهم وعقيدتهم ، ارتكبوا الكثير من الذنوب ، وارتكبوا مخالفات شرعية لا تعد ولا تحصى ، حتى أن ومنهم من خالف الحرم والحرم وأخذ من الدين رغبة وميل قلبه في جهله. حكم تسمية غير المسلم بالشهيد وحكم العزاء على غير المسلمين والرحمة على موتاهم.

حكم تعزية غير المسلم والترحم عليه

اختلف أهل العلم في حكم تعزية غير المسلم، فقال بعضهم أنّها جائزة وآخرون قالوا أنّها لا تجوز ومحرمة، ولكن قسمًا من أهل العلم قال أنّها جائزة بشرط أن يستثمر المعزي هذه التعزية في دعوة أهل الميت إلى الإسلام، وقيل لها شروط أخرى ، ويستحسن القول بأن العزاء على غير المسلمين بشرط ألا يعاديوا المسلمين أو يتعاونوا مع أعدائهم ، فهذا يدل على جواز مواساتهم في في حالة الوفاة ، وعلاجهم في حالة المرض ، وإراحتهم في حالة المصيبة ، بشرط ألا يعودوا إلى الإسلام والمسلمين.

أما بالنسبة للترحم على غير المسلم وقت التعزية أو غيره فلا يجوز، ففي حال التعزية لغير المسلمين لا يُدعى لميتهم بالمغفرة والرحمة ولا يستغفر له ولا يُطلب له الجنةوقال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ. وأن رحمة الكافر والدعاء له من المحرمات التي يتفق عليها أهل العلم بغير خلاف.

هل يجوز الرحمة على المسيحيين؟

حكم تسمية غير المسلم بالشهيد

والمقتول في سبيل الله سبحانه هو الملقب بالشهيد ، والشهيد هو الذي يقاتل حتى يقتل في سبيل تعظيم كلمة الله ، وهذا هو. حد شهيد المعركة ، والاستشهاد مرتبة عالية ومكانة عظيمة ينالها المسلمون في ظروف الاستشهاد ، ولا يستطيع غير المؤمنين أو المشركين بالله أن يحصلوا عليها ، ولا يجوز ولا يصح أن يُسمى غير المسلم بالشهيدمن نطق بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يؤمن به ، فهو كافر بالله ، وهو من أهل النار ، سواء قتل في معركة أو مات على فراشه. وسواء كان نصرانياً أم يهودياً أم مجوس فلا فرق والله ورسوله أعلم.

هل يجوز الرحمة على غير المسلم؟

الدعاء لغير المسلم بالرحمة والمغفرة لا يصح

إن كلّ إنسان ثبت أنه مات على غير دين الإسلام، أو مات على الكفر والشرك أو مات وهو على النصرانية أو اليهودية أو غيرها، فهذا لا يجوز الترحم عليه ولا يجوز الدعاء له عند موته، ولا يجوز الاستغفار له، وذلك لأن الله تعالى قدّر له الحياة الأبدية في جهنم ، والدعاء إليه بالرحمة دعوة لتغيير قدر الله وحكمه الجليل الذي أمره ونفذه ، ونهى الله تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. عليه والمسلمون معه من استغفار المشركين حتى لو كان قريباً منه ، إلا أن يكون الدعاء للهداية جائز ويستحب والله أعلم.

هل يجوز طلب الرحمة للكافر؟

هل يجوز الرحمة على المسيحي

نهى الله عزّ وجل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن يدعوا لغير المسلمينوذلك لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمته أبي طالب رضي الله عنه فلما مات من الشرك أستغفرك إلا إذا كان لك فأنزل الله. وبالمثل ، فإن الله تعالى لم يسمح للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لأمه ، وقد أفاد أهل العلم بالإجماع على أن الدعاء للمسيحي وغير المسلم بالمغفرة بعد موته غير جائز ، قال النووي: ” وَأَمَّا الصَّلَاةُ عَلَى الْكَافِرِ ، وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ ، فَحَرَامٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالْإِجْمَانِمانِ.

تعزية أهل الكتاب جائزة بشروط

يقول أهل الكتاب إن العزاء بالميت أمر اختلف فيه أهل العلم ، فيراه كثير من أهل العلم ثوابًا ، ويقول آخرون: لا يجوز ، ويقيده آخرون لمصلحة شرعية ، كأن العزاء بغير المسلم دعوة للإسلام ، أو كف عزة من المسلمين ، أو غير ذلك ، ومن قال بالجواز ، اشترطوا اختيار كلمات التعزية التي لا تحرم شرعا ، ولا يفعلون ذلك. تحتوي على دعاء للميت غير المسلم ، ولا مغفرة له ، ولا رحمة له ، كأنه يقول له: إن الله أعطاك بلاءك خيرًا مما قدمه لأحد من دينك وغيره.

هذا يقودنا إلى نهاية المقال حكم تعزية غير المسلم والترحم عليه وتسميته بالشهيدالذي أوضح الحكم الشرعي في عزاء المشركين وأهل الكتاب ، وحكم الصلاة على موتاهم والرحمة عليهم ، وحكم استدعاء من قتلهم شهداء.