صوم يوم عاشوراء له فضل عظيم ومكافأة عظيمة ، لأن حكمة الله عز وجل تتطلب أن يكون نسل آدم خطائين ، ورحمته تقتضي أن يهبهم كفارات متنوعة تغطي الخطيئة وتزيل آثارها. . كالصلاة والصدقة والحج والعمرة وغيرها من الحسنات ، وقال رسوله الكريم: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) هود : 114 الصوم من أعظم التكفير عن الذنوب ، حيث أنه يتضمن ترك الشهوات ، ومحاربة النفس ، وتضييق سبل الشيطان ، التي تنساب من ابن آدم مجرى الدم.

ما فضل صيام عاشوراء ؟

صوم عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من محرم ، من الأمور التي يوصي بها كثير من العلماء ، ويستحب صيامه. ورد في صيام عاشوراء أحاديث كثيرة ، منها:

وسئل عبد الله بن عباس رضي الله عنهم عن صيام يوم عاشور فَقَالَ: “مَا علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَامَ يَوْمًا يطْلب فَضله على الْأَيَّام إِلَّا هَذَا الْيَوْم، وَلَا شهرا إِلَّا هَذَا الشَّهْر” رواه البخاري ومسلم.

1. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه فلما فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه) رواه البخاري ومسلم.

2- وبتوجيه من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال:(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه وانا صائم فمن شاء صام ومن شاء فليفطر) رواه البخاري ومسلم.

3- عن ابن عباس قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أن اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح نجّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه) رواه البخاري ومسلم وغير ذلك من الأحاديث.

صيام التاسع وعاشوراء

ويستحب صيام اليوم التاسع بعشر محرم ؛ لأنه ثبت في الحديث عن ابن عباس قال: (لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم). يوم عاشوراء وأمروه بالصيام قالوا: يا رسول الله إنه يوم يقدسه اليهود والنصارى ، فقال: إذا كانت هذه السنة القادمة بإذن الله صامنا اليوم التاسع ، قال: “لم تأت السنة التالية حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم.

وأما الأحاديث المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، في فضل صيام عاشوراء وحده ، أو صيامها ، أو الجمع بين صيام يوم قبله أو بعده ، أو صيام ثلاثة أيام معًا ، فهذه الأحاديث تشير إلى:جواز هذه الأمور كلها حسب الاستطاعة.

قال ابن قاسم: الحديث صريح في شرعية دخول اليومين إلى يوم عاشوراء. قال أحمد: إذا شكّ به في أول الشهر يصوم ثلاثة أيام ليطمئن على صيامه. وابن عباس يكره أعضاء العاشرة. وروي أنه صام التاسع والعاشر. عصوا اليهود. ما يقتضيه كلام أحمد وغيره. من أجل الأمر بمخالفة اليهود. قال الشيخ: “لا يكره اختياره للصيام ، ولو كان فيه مبالغة في معارضة المشركين”. وبيانه عنها خالفهم.

وما قيل عنه في تكبر الأبناء ، قال الإمام أحمد بن أحنبل لا أساس له. وقال الشيخ ابن القاسم: موضوع مكذوب عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال ما يفعله من كحل وغسل والحنا والمصافحة وطبخ الحبوب وإظهار السرور وغير ذلك لم يرو في ذلك حديث صحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا عن أصحابه. لا أحد من أئمة المسلمين أحب ذلك. لا الأئمة الأربعة ولا الآخرون.

فقال: “ويحب البعض لبس الثياب ، والاستحمام ، والتسكع مع الأطفال ، وتناول أطعمة غير عادية”.وهو بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل على الحسين رضي الله عنه. وكل بدعة ضلالة. بل المستحب يوم عاشوراء الصيام عند جمهور أهل العلم. [الإحكام شرح أصول الأحكام لابن قاسم ].

ماهي مراتب صيام عاشوراء ؟

وقد ذكر بعض العلماء أن صيام يوم عاشوراء يقع على ثلاث مراحل:

المركز الأول: صيام ثلاثة أيام: التاسع والعاشر والحادي عشر

المركز الثاني: صوم التاسع والعاشر.

المركز الثالث: صوم العاشر وحده. هكذا يصادف الصوم باليقين يوم عاشوراء. [زاد المعاد لابن القيم]

وقد رأى ابن القيم أن أكمل صوم يوم عاشوراء هو صوم يوم عاشوراء ، ولعل ذلك يعود إلى أمرين: إما احترازاً ليحقق يوم عاشوراء ، و حتى لا يساء تقدير هلال الشهر ، أو لأن الصيام في محرم مستحب عمومًا ، كما جاء في صحيح مسلم ، على يد أبي هريرة رضي الله عنه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم

قال الشوكاني: كثرة الأحاديث الصحيحة دلت على شرعية صيام يوم عاشوراء ونسخ واجبه ،لا نسخ استحبابه لما في حديث ابن عباس في الصحيحين وغيرهما ، قال:صلى الله عليه وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم يعني يوم ‌عاشوراء ولاشهرا إلا هذا الشهر يعني رمضان.

وفي صحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام والمسلمين. قبل فرض رمضان فلما فرض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أن يوم ‌عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه”.

وفي كلا الصحيحين أيضا من حديث معاوية بن أبي سفيان مثل هذا وفي مسلم وغيره أنه لما قيل رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم عاشوراء يوم يقدس اليهود ، قال. :”لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع” ، وفي صيغة له من حديث ابن عباس: “إذا كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع”، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية “صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود”.

وهكذا فمن أراد أن يصوم يوم عاشوراء فعليه أن يصوم اليوم السابق