يوم غد هو من أعظم الأيام عند الله عز وجل وأعظمها قدراً ومنزلةً وهو يوم عاشوراء الذي يوافق يوم الإثنين الثامن من أغسطس 2022 والموافق العاشر من محرم، ولعل السبب في صيام هذا اليوم هو ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه عندما قدم إلى المدينة رأي أن اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم ما هذا فقالوا بأنه اليوم الذي نجى الله فيه بنى إسرائيل من عدوهم ومن ثم صامه موسى عليه السلام، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن قال أنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر المسلمين بصيامه، هذا ونرصد لمتابعينا الكرام فضل صيام يوم عاشوراء وحكمه وأفضل الدعاء المستحب هذا اليوم المبارك.

صيام يوم عاشوراء 

عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله الحرام “شهر محرم”، وصيامه سنة قولية وفعلية واردة عن النبي عليه الصلاة والسلام، حيث يترتب على صيامه تكفير ذنوب عام قبله وآخر بعده، هذا ويعتبر صيام يوم تاسوعاء سنة أيضاً وثبت ذلك لما ورد عن  النبي عليه الصلاة والسلام بأنه عندما رأى النصارى واليهود يصومون يوم عاشوراء فقد قال «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.

أما عن حكم صيام تاسوعاء على عاشوراء، فله حكم شرعية منها ما ذكره العلماء:

  • أولاً، المراد من هذا الأمر هو مخالفة اليهود في اقتصار صومهم على اليوم العاشر فقط.
  • ثانياً، يراد وصل يوم عاشوراء بصوم يوم تاسوعاء.
  • ثالثاً، الاحتياط في صيام اليوم العاشر وذلك خوفاً من نقص الهلال فيه ووقوع غلط، ومن ثم يكون التاسع في العدد هو العاشر.

ما حكم الاحتفال بهذا اليوم المبارك؟

أوضح العلماء أنه يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء، وذلك حسب ما ورد عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» أخرجه البيهقي في “شعب الإيمان”، قال ابن عيينة: قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرًا.

ومن أفضل الأدعية المستحبة والمستجابة في مثل هذا اليوم المبارك ما يلي:

اللهمَّ إنَّ هذا يوم عاشوراء، إنَّه يوم مبارك نجَّيت فيه نبيَّك موسى -عليه الصلاة والسلام- من بطش وظلم فرعون الطاغية وجنوده، اللهمَّ نجِّني في هذا اليوم من عذاب الدنيا والآخرة، اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها، اللهمَّ اجعل يوم عاشوراء هذا يوم خير ورحمة ومغفرة، اللهم أكرمني فيه بالصلاح والهداية وبالرحمة منك يا رب العالمين، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.

اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِه، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِه، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُك الجنَّة وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عمل، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عمل، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا.